العلم والفن ...
حضرت مؤخراً ندوة (سمينار) لاحد الباحثين العراقيين وقد كانت ندوة جميلة الصراحة والبحث الذي تكلم عنه يحمل الكثير من القيم العلمية.
بالرغم من فصاحة الباحث وعلميته لكن مع الاسف تصميم العرض والسلايدات كان دون المستوى!!
فقد كان العرض مليئاً بالنقوش والخطوط المزخرفة والالوان الزهرية منها والفسفورية كما ان الاسهم والاتجاهات كانت اكبر من الكتابات في بعض الاحيان بالإضافة الى الصور التي كانت تتراكم واحدة فوق الأخرى في كل مرة. وقد اضعف هذا العرض ,البحث كثيرا ومنعه من ايصال محتواه الحقيقي.
…
فيا ترى كم من بحوثاً ظلمت فقط لأنها لم تعرض بالطريقة الصحيحة؟! وهذا بالطبع ينطبق على بوسترات الندوات التي نراها هنا وهناك فكم من ندوة او محاضرة ظلمت فقط لانها لم تنشر بالطريقة الصحيحة. ارى الكثير من هذه الندوات والتي تدور حول مواضيع مهمة والمحاضرين أيضا من المهمين في مجالهم لكن بمجرد رؤية البوستر (الرتيب) يلزمك شعور وكأن البوستر بنفسه يقول لك “لا تأتي” . …
وهنا تذكرت كيف ان المؤسسات العلمية العالمية أصبحت تولي اهتماماً للأغلفة والمنشورات والبوسترات لما لها من تأثير كبير على المتلقي وكيف ان البعض أصبح يوظف فنانين لمثل هذه الأمور فقط من اجل الفوز بشد انتباه المتلقي.
وقد ذكر لي احد العاملين في هذا المجال ان مثل هكذا اشخاص اصبحوا مرغوبين اكثر هذه الايام (في امريكا تحديدا) وحتى في عملية التوظيف يتم تفضيل من هم خريجي الأقسام الطبية والاحيائية ممن يمتلكون حساً وذوقاً فنيا في التصميم على من هم من خريجي كليات ومعاهد الفنون الجميلة!
لمؤسسات العلمية العالمية أصبحت تولي اهتماماً للأغلفة والمنشورات والبوسترات لما لها من تأثير كبير على المتلقي
ولعل اشهر ٍScientist Painter او عالم رسام هو البروفيسور دايفد كودسيل الذي يعمل في جامعة روتجرز في نيو جيرسي وفي نفس الوقت يعتبر فناناً يرسم بالفن المائي وقد استخدمت لوحاته على اغلفة المجلات العلمية مثل Nature و Cell.
نعم اتفهم ان التصميم والتنسيق قد يكون اخر هموم الباحثين العلميين لقلة وقتهم وكثرة عملهم لكنه جانب مهم جدا فلا ضير من الاهتمام أكثر فيه.
ملاحظة: أصبحنا انا والباحث المذكور اصدقاء وقد تكلمت معه واريته المنشور فوافق على ان انشره مشكورا لكنه لم يوافق على نشري صورة لاحدى سلايداته الجميلة 🙂 فوضعت صورة البروفيسور الفنان David Goodsell مع بعض لوحاته …