تطور ام لا !

نشر باحثون من جامعة انديانا ورقة بحثية في دورية Nature عن كيفية تطور جينوم البكتريا على مدى 2000 جيل بعد تقليصه إلى أدنى حد ممكن للحياة , لتخليق ما أطلقوا عليه الحد الأدنى من الجينوم minimal genome حيث وجد الباحثون أنه حتى عندما تقلل الجينوم البكتيري إلى الحد الأدنى المطلق (للنجاة) فتصبح لكل نوكليوتيد أهمية ، فإن الجينوم يخضع لإحداث طفرة جيلًا بعد جيل بقدر الجينوم الغير البسيط.

ببساطة لا يمكن إيقاف الطفرات

خلال حوالي اكثر من 300 يوم من التطور (أي ما يعادل 40000 سنة في البشر) اكتسبت الخلية الدنيا كل ما تفتقر إليه من الصلاحية (fitness) في اليوم الأول مقارنة بالخلية الغير بسيطة.

عند مقارنة السمات المتطورة بين الخلايا الدنيا والخلايا الغير الدنيا ، وجد العلماء شيئًا مذهلاً. زادت العملية التطورية من حجم الخلية للخلايا غير الدنيا لكن هذا لم ينطبق على الخلايا الدنيا.

الجزء اللافت من هذا البحث هو تمكن العلماء من تحديد الطفرة الرئيسية التي أدت إلى تطور حجم الخلية.
ليتضح أن الطفرة هذه هي التي ساعدت الخلايا الغير البسيطة على النمو بشكل أكبر وهي نفسها التي ساعدت الخلايا الدنيا على البقاء أصغر!
كان للنمو بشكل أكبر ميزة البقاء على قيد الحياة بالنسبة للخلايا التي لا تحتوي على الminimal genome كما أن عدم النمو كان له ميزة البقاء على قيد الحياة بالنسبة للخلايا الصغيرة.

لذلك ، فأن تأثير الطفرة يعتمد على السياق بشكل رئيسي. وهذا يوضح أن التأثيرات التطورية على السمات ليس لها اتجاه مطلق. كل ما يهم هو ما هو مفيد لبقاء الكائن الحي على قيد الحياة (survive).

يحتوي البحث على كمية هائلة من المعلومات المثيرة للاهتمام ومحفزة للتفكير. ادعوكم لقراءتها عبر الرابط : https://www.nature.com/articles/s41586-023-06288-x

وأخيرا لخص الباحثون مقالتهم باقتباسهم لهذه الجملة من فلم جوراسيكا بارك : إذا كان هناك شيء واحد علمنا إياه تاريخ التطور ..
هو أن الحياة لن يتم احتواؤها …
قد تنكسر الحياة …
قد تتوسع إلى مناطق جديدة ..
وتتحطم عبر الحواجز بشكل مؤلم ..
وربما بشكل خطير …
ولكن. . .
الحياة دائما تجد طريقها لتستمر ..

المصادر

• https://www.nature.com/articles/s41586-023-06288-x