العقبات التي تواجه الباحثين من غير الناطقين بالانكليزية
العقبات التي تواجه الباحثين من غير الناطقين بالانكليزية يقضي الباحثون الذين يتكلمون الإنكليزية كلغة اجنبية حوالي ضعف المدة التي يقضيها الناطقون الأصليون في قراءة ورقة بحثية واحدة.
هذا الأسبوع نُشرت دراسة في مجلة (PLOS Biology) سُلِط الضوء فيها على معاناة الباحثين الذين لا يتحدثون الإنكليزية كلغة اولى (non-native) وعن العقبات التي يواجهونها في مشوارهم البحثي.
اُنجِز البحث من خلال استطلاع لرأي ٩٠٨ (باحث من علماء البيئة) ينتمون الى ثمان دول . قام كل باحث من هؤلاء الباحثين بنشر ورقة بحثية واحدة (peer-review paper) على الأقل خلال مشواره الأكاديمي.
بعضهم يعيش في بلدان تبلغ نسبة المتحدثين بالإنكليزية نسبة معتدلة مثل (اسبانيا وأوكرانيا) والبعض الاخر يعيش في بلدان نسبة اتقان الإنكليزية فيها منخفضة مثل (بنغلاديش والنيبال).
تمت مقارنة إجابات هؤلاء الباحثين مع إجابات باحثين تعتبر اللغة الإنكليزية هي اللغة الام لديهم مثل (المملكة المتحدة).
وقت أطول للكتابة والقراءة
افضت الدراسة على ان العلماء الذين نشروا بحثًا واحدًا باللغة الإنجليزية,
الذين ينتمون إلى بلدان ذات الكفاءة المنخفضة في اللغة الإنجليزية بشكل عام يقضون نحو 29.8٪ في كتابتها أكثر من المتحدثين الأصليين.
بينما احتاج أولئك الذين ينتمون إلى بلدان ذات الإتقان المتوسط للغة الإنجليزية وقت أطول بحوالي 50.6٪.
بجانب أولئك الذين ينتمون إلى البلدان ذات الكفاءة المنخفضة في اللغة الإنجليزية فأنهم بشكل عام يقضون في المتوسط 90.8٪ وقت أطول في قراءة المقالات العلمية مما يقضيه المتحدثون الأصليون.
رفض لاسباب لغوية
يذكر البحث أيضا ان المتحدثين غير الناطقين باللغة الإنجليزية قد أفادوا بأن لديهم اوراقا بحثية تم رفضها على وجه التحديد بسبب مشاكل تتعلق بجودة الكتابة (بنسبة مرتين ونصف اكثر من المتحدثين الأصليين).
تقول عالمة المناخ في جامعة براون الكولومبية لينا بيريز :
“ذكر لي يعض المقيمين ان لغتي الإنجليزية قد قللت من جودة البحث ، وبعض المقيمين كتبوا تعليقات على لغتي الإنجليزية بطريقة قاسية جعلتني أعتقد أنها كانت مبنية على اسم عائلتي اللاتينية”.
تجنب التحدث في المؤتمرات العلمية
وقد ذكر البحث أيضا ان المتحدثين غيرالناطقين بالانكليزية يقضون وقتًا أطول في الاستعداد لتقديم عروض تقديمية شفوية في المؤتمرات الدولية، وأن الكثيرين يتجنبون هذا النوع من الالتزام بسبب حواجز اللغة.
وحتى أولئك الذين يتغلبون على عقبة عرض أعمالهم بالانكليزية مازالوا يواجهون صعوبات كثيرة ،حيث تقول باراتا - الباحثة في جامعة كامبيناس في البرازيل إنه على الرغم من إجادتها للغة الإنجليزية ، إلا أنها لا تزال تشعر بعدم الارتياح في بعض الأحيان. وتوضح قائلة: “لقد تم منحنا نفس القدر من الوقت للتقديم ، ولكن ما يمكنني قوله في 10 دقائق يختلف عما يمكن أن يقوله المتحدث الأصلي للغة”.
مشاكل يجب ان تحل
يعتقد تاتسويا أمانو -المؤلف المشارك للدراسة- ان حل المشكلة لا ينبغي أن يكون مسؤولية الأشخاص الذين يعانون من حاجز اللغة فقط. حيث يمكن أن توفر المجلات إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الباحثين في الكتابة ، أو يمكن أن تربط المؤلفين بمتحدثي اللغة الإنجليزية الأكفاء للمساعدة في مراجعة مقالاتهم ، كما يمكن أن تنظر المؤتمرات في السماح للباحثين بالتقديم بلغتهم الأم ، وذلك باستخدام مترجم ، فيما يمكنهم نشر الملخصات بلغات متعددة.
يقول أمانو: “تشكل نسبة الناطقين باللغة الإنجليزية الى غير الناطقين باللغة الإنجليزية نحو 95٪ من سكان العالم. إذا لم نؤيد تلك الـ 95٪ ، فأنا متأكد من أننا لا نستطيع حل العديد من التحديات العالمية”.
شخصيا ، أتفق مع امانو في جانب واختلف معه في اخر. ذلك لان الوصول الى أدوات الذكاء الصناعي يعتبر حلا لمشكلة ولكنه قد يفتح الباب لمشكلات اكبر! ولكني اوافقه الرأي في أن تتوقف المجلات عن طلب مبالغ كبيرة من الباحثين لقاء التقييم اللغوي لكل بحث والعمل على جعلها خدمة مجانية او توفيرها بأسعار رمزية على الأقل ..
المصادر
- https://journals.plos.org/plosbiology/article?id=10.1371%2Fjournal.pbio.3002184&fbclid=IwAR04apPl2UYLtrQ6yCZffE-Nk4N2K2BgmHn5MZGelh9Jpxx4m3DSEo2s_H8
- https://www.nature.com/articles/d41586-023-02320-2?fbclid=IwAR1u1fysvZq0Av8ePrQ6DXsqKcyCG9PTbLUy7OO75tvQSefZnl35wZDtVNI